السوق التركي يجذب البسطاء.. بضائع بنصف السعر

 

بينما كان أبو محمد يتبادل أطراف الحديث مع رواد ديوانيته، كعادته مساء كل خميس، توقف عند جملة أطلقها صديق عمره بوصالح في إطار الشكوى من غلاء الأسعار، حين قال: «ترى السوق التركي هو الأرخص بالكويت».

أبو محمد الذي لم يسبق له أن زار السوق التركي من قبل، بادر بوصالح بالسؤال المباشر: هل بضائعه مضمونة؟ فرد بوصالح باسما: هي بضائع قاربت صلاحيتها على الانتهاء، لذلك هي رخيصة جدا.

وقد يكون البحث عن الأسعار الزهيدة مقصدا لدى كثير من أرباب الأسر والعمالة، في ظل ظاهرة الغلاء، وغياب الرقابة الفاعلة على أسعار المواد الغذائية.

وعادة ما تتمثل أبرز احتياجات الأسر في المواد الغذائية والتنظيف وغيرها من الاحتياجات اليومية، التي يرغب المستهلكون في توفيرها بأسعار رخيصة، ولذلك كان السوق التركي الواقع في منطقة الشويخ، والذي يشهد رواجاً منقطع النظير من قبل كثيرين، متنفساً للهروب من غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة.

منتجات متنوعة

وتعرض في السوق التركي منتجات متنوعة وكثيرة تبدأ من اللحوم والمعلبات والمثلجات وتنتهي بالأجبان والحلويات ومواد التنظيف.

لكن الغريب في الامر، أن هذا السوق الذي تتوافر فيه المنتجات الغذائية التي لم يتبق على انتهاء صلاحيتها سوى أسابيع، تحول مقصدا للبسطاء من الأسر والعمالة نتيجة رخص الأسعار والخصومات العالية، مما يميزه عن نظرائه من الأسواق المركزية.

وخلال جولة القبس في السوق بدت مواقفه مكتظة بسيارات مرتاديه ومركبات المواد الغذائية، ولدى المرور بين أروقة السوق لوحظ ان بعض المحال تضع المواد الغذائية تحت اشعة الشمس بصورة بعيدة كل البعد عن حفظها في أماكن مبردة، الامر الذي يعرضها للتلف بصورة أسرع، لاسيما ان صلاحية إنتاج بعضها قريبة من الانتهاء.

موزعو الأغذية

وكان لافتا قيام بعض المحال باستغلال الأرصفة لعرض منتجاتها بصورة تعيق حركة المارة، بينما لوحظت شاحنات تابعة لشركات موزعي الأغذية تتجول على المحال لبيع المواد الغذائية القريبة من الانتهاء لتصريفها.

وبسؤال أصحاب المحال، كان كثير منهم متحفظا في الإجابة عن كيفية ورود هذه المواد، التي دائما ما تتخلص منها الشركات الغذائية قبل انتهاء صلاحيتها وإعدامها بعد ذلك دون استفادة منها.

أبو إبراهيم وهو أحد العاملين في أحد المحال، قال لـ القبس إن المنتجات المعروضة تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل جميع شرائح المجتمع، إلا ان البسطاء من العمالة الوافدة والاسر هم أكثر المرتادين القاصدين للسوق.

ويتابع أبو إبراهيم: «يعتقد كثيرون للأسف ان السوق يعرض المواد القريبة من الانتهاء فقط، لكن الحقيقة أن هناك مواد صلاحيتها قريبة من الانتهاء، وأخرى ذات جودة عالية وصلاحيتها جديدة، حيث يتميز السوق بوجود بعض المواد التي لا تتوافر حتى في الأسواق المركزية بسبب عدم قدرة بعض الموردين على عرض منتجاتهم في الأسواق المركزية أو الموازية».

 
ولماذا سمي ذلك السوق بـ«التركي» يرد أبو إبراهيم: لا نعرف سبب التسمية، ولكن ربما ترجع الى عرض المنتجات التركية عند إنشاء السوق قبل ان يتحول كما هو الآن لعرض المنتجات الغذائية وغيرها.

أمام محل آخر كان يقف أحد العاملين ويدعى جمال عيسى حيث قال: لا أستطيع أن أصف لك حجم إقبال العمال ومحدودي الدخل، فكل ما يعرض من مواد غذائية يباع بسرعة كبيرة حتى لو تبقى على انتهاء الصلاحية أيام معدودة.

وبحسب عيسى فإن أكثر المواد الغذائية التي تشهد إقبالا هي المعلبات والعصائر ومواد التنظيف، بينما يبتعد البعض عن الالبان واللحوم والاسماك خوفاً من فقدان تلك المواد لخصائصها الغذائية بسبب قرب انتهاء صلاحيتها، الا أنها في الواقع صالحة للاستخدام الآدمي ولا قلق من أكلها.

ويؤكد عيسى أن أسعار المنتجات المعروضة تصل إلى أقل من %50 عما هو معروض في الجمعيات والأسواق المركزية، مما يجعل كثيرين يقبلون على السوق التركي الذي يعرض سلعاً غذائية بأثمانٍ رخيصة لقرب انتهاء صلاحيتها.

لا ضرر من الاستخدام

أكد عدد من المتسوقين انهم يحرصون بصفة شهرية على ارتياد السوق، حيث قالت عواطف المخلف لـ القبس: ان بعض مواد التنظيف وان كانت قريبة من الانتهاء فان استخدامها ليس له ضرر كبير، موضحة انها حريصة على ان تكون المواد الغذائية ذات جودة عالية لاسيما اللحوم والاجبان.

توفير من الراتب

قال سليم جادي انه يعمل بائعا ويتقاضى راتبا زهيدا، ولا يستطيع شراء احتياجاته من الأسواق الموازية والجمعيات نتيجة ارتفاع أسعار بعض المعلبات، مما يجعله يجد الحل في السوق التركي حيث يبتاع ما يحتاجه بأسعار مناسبة توفيرا من راتبه الذي يرسل معظمه إلى ابنائه ليكملوا تعليمهم.            

المصدر: موقع القبس.

إرسال تعليق

أحدث أقدم